تبلغ قيمة صناعة مستحضرات التجميل 49.2 مليار دولار في الولايات المتحدة [1]، وبالتالي يمكنك تخيل تأثيرها على الناس في جميع أنحاء العالم. وبما أنّ منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل تتلامس مباشرة مع البشرة؛ فهناك حاجة للبحث عن المكونات التي تضعها الشركات في منتجاتها.

في الولايات المتحدة، فشلت المؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA) في تنظيم صناعة مستحضرات التجميل وفي التعامل مع المستهلكين، حيثُ عندما صدر القانون الفيدرالي لمستحضرات التجميل والأغذية والأدوية في عام 1938 [2] الذي لا يزال دون تغيير حتى يومنا هذا -أي بعد 82 عامًا-، خلق هذا الأمر حاجة للأطراف الثالثة للتدخل ووضع معايير محددة لتنظيم صناعة مستحضرات التجميل.

سنناقش في هذه المقالة تأثير الأطراف الثالثة على صناعة مستحضرات التجميل و كيفية استخدامهم للأساليب القانونية لتنظيم مستحضرات التجميل.

هل نحتاج حقاً للأطراف الثالثة للتأكد من أنّ مستحضرات التجميل آمنة؟

يعتقد معظم المستهلكين أنّ المنتجات التي يرونها على الرفوف تنظمها المؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA) قبل أنّ تصل إلى السوق، ولكن ما لا يعرفونه أنّ المؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA) لا تطلب اختبار لمكونات مستحضرات التجميل قبل وضعها على الرفوف.

إنّ افتقار المؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA) إلى الأدوات الأساسية أدى إلى وجود الأطراف الثالثة مثل مجموعة العمل البيئية (EWG) ومراجعة مكونات مستحضرات التجميل (CIR) للتدخل وضمان سلامة منتجات مستحضرات التجميل.

مجموعة العمل البيئية (EWG)

مجموعة العمل البيئية هي منظمة غير ربحية "مكرسة لحماية صحة الإنسان والبيئة". تهدف (EWG) إلى الوقوف بجانب المستهلك لضمان صحته عندما لا تفعل المؤسسات الحكومة المعنية ذلك.

يتألف فريق (EWG) من مجموعة من المشرعين والباحثين والعلماء وخبراء السياسة والنشطاء الذين يهدفون إلى تثقيف المستهلك حول المخاطر الصحية للمكونات المستخدمة في مستحضرات التجميل؛ إذ يقومون بذلك من خلال قاعدة بيانات الأمان عبر الإنترنت و بعض التقارير واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول لزيادة ضغط المستهلكين على الحكومة الفيدرالية وشركات مستحضرات التجميل.

نتيجة لجهود (EWG)، توقفت العديد من الشركات عن استخدام المكونات الضارة المحتملة في منتجاتها، وبدأ الكثيرون أيضًا في وضع شعار "EWG Verified" على عبواتهم لإظهار أنّ جميع المكونات في المنتج تلبي معايير (EWG) الصارمة.

*مراجعة مكونات مستحضرات التجميل (CIR)

تم إنشاء مراجعة مكونات مستحضرات التجميل في عام 1976 بدعم من الموؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA)، حيثُ تعمل مراجعة مكونات مستحضرات التجميل على تحديد سلامة المكونات المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل وتقوم بنشر التقاريرعلى شكل أدبيات، وغالبًا ما تستخدم هذه الأدبيات من قبل (EWG) لزيادة الوعي ببعض السموم الضارة.

لدى (CIR) لجنة من الخبراء تضم أطباء وعلماء يجلسون معًا ويجرون نقاشاتٍ مفتوحة حول مستحضرات التجميل التي تؤثر على السلامة العامة من خلال أساليب البحث المكثفة ويجرون أيضاً تقييمات سريرية لمكونات مستحضرات التجميل ويصنفونها إلى 4 فئات (آمنة، وغير آمنة، وآمنة مع المؤهلات، وبيانات غير كافية).

هل تستخدم الأطراف الثالثة طرقًا قانونية لتنظيم مستحضرات التجميل الآمنة؟

تستخدم الأطراف الخارجية مثل (CIR, EWG) طرقًا مختلفة لنشر تقاريرها لتحديد المكونات الآمنة، حيث يوفر (EWG) للمستهلكين معلومات من المؤلفات العلمية المنشورة، بينما يستخدم (CIR) فريق الخبراء الخاص بهم لتقييم سلامة المكونات.

هل يتخذ المستهلكون إجراءاتهم بناءً على تصريحات الطرف الثالث؟

بسبب جهود الأطراف الثالثة والضغط المستمر من المستهلكين، قامت العديد من العلامات التجارية مثل (L'Oréal و Unilever) بإزالة المكونات الضارة مثل الفثالات (phthalates) من منتجاتها، حتى أنّ (Avon, Procter, Gamble) وافقوا أيضًا على إزالة الفثالات (phthalates) من منتجاتهم.

كما أصدر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا قانون مستحضرات التجميل الآمنة في كاليفورنيا لعام 2005 [3] والذي بموجبه ألزم مصنعي مستحضرات التجميل في كاليفورنيا بتزويد وزارة الخدمات الصحية بقائمة مكونات المنتجات حتى يتمكنوا من تحديد المنتجات التي تحتوي على المكونات الضارة.

كيف تؤثر إعلانات الطرف الثالث على صناعة مستحضرات التجميل؟

تعمل إعلانات الجهات الخارجية على خلق الوعي بين المستهلكين وتمكينهم من فهم آلية تحديد المكونات الآمنة. نتيجة لذلك، يزداد الضغط على شركات التصنيع، مما يضطرهم لإزالة مكونات معينة من منتجاتهم.

ومع ذلك في الآونة الأخيرة، كان العديد من العلماء والباحثين يشككون في أعمال (EWG) ويدعون أنّ قاعدة البيانات المنظمة تظهر تمثيلًا ضعيفًا للمعلومات العلمية، بالإضافة إلى أنّ تقييمات (EWG) تشير إلى عدم فهم المواد الخام.

النهاية.

لا يمكن تجاهل تأثير الأطراف الثالثة على صناعة مستحضرات التجميل؛ حيثُ أنّهم يعملون بجد لضمان معايير الصحة والسلامة، مما يجعل مهمتهم أصعب و ذات قيمة عالية. وعلى الرغم من أنّ جهودهم مشكوك فيها إلا أنّهم ما زالوا يقدمون المعلومات لمساعدتك في اتخاذ القرار الآمن عند شراء مستحضرات التجميل وكما أنّهم نجحوا رسميًا في التخلص من العديد من المواد الكيميائية الضارة في مستحضرات التجميل، وهو إنجاز كبير في حد ذاته.

المراجع:

(1) Shahbandeh, M. “Beauty Industry: Revenue in the U.S. 2020.” Statista, 5 Mar. 2020, www.statista.com/statistics/243742/revenue-of-the-cosmetic-industry-in-the-us/.

(2) Commissioner, Office of the. “How Did the Federal Food, Drug, and Cosmetic Act Come about?” U.S. Food and Drug Administration, FDA, www.fda.gov/about-fda/fda-basics/how-did-federal-food-drug-and-cosmetic-act-come-about.

(3) Washam, Cynthia. “California Enacts Safe Cosmetics Act.” Environmental Health Perspectives, National Institute of Environmental Health Sciences, July 2006, www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1513294/.