هل أنت فعلا بحاجة لمكملات الكولاجين؟

هل أنت فعلا بحاجة لمكملات الكولاجين؟



عندما نسمع مصطلح الكولاجين فإنّ أول ما يتراود إلى أذهانِنَا هو صحة البشرة، ومكملاته التي تتوافر في الأسواق لإعطاء البشرة رونق وجعلها أكثر شبابية، وهذا الأمر صحيح إذ يُعرف الكولاجين بكونه بروتين ليفي صلب لا يذوب في الماء، ويشكل ثلث جسم الإنسان من البروتينات فيتواجد في العظام والعضلات والغضاريف وبالتأكيد في الجلد، ويتم انتاج  الكولاجين بصورة أساسية من خلايا الأنسجة الضامة المنتشرة في الجسم.

 

هل للكولاجين أنواع؟


قد يكون الرقم 40 رقمًا مهولًا لعدد أنواع الكولاجين الموجودة في جسم الإنسان، ولكن  يمكننا ذكر أشهر أربع أنواع كما يأتي:
•    النوع الأول: يشكل هذا النوع حوالي 90% من كمية الكولاجين في الجسم، ويتكوّن من ألياف كثيفة تتواجد في البشرة، والعظام، والأربطة، والغضاريف الليفية، والأنسجة الضامة، واللثة.
•    النوع الثاني: هذا النوع مكوّن من ألياف أقل كثافة من النوع الأول، ويتواجد في الغضاريف المرنة التي تبطن المفاصل.
•    النوع الثالث: هذا النوع أيضًا أقل سماكة من النوع الأول، ويدعم هيكلية كل من العضلات والأعضاء والأوعية الدموية.
•    النوع الرابع: يتواجد هذا النوع في طبقة الغشاء القاعدي المحيطة بمختلف أنواع الأنسجة في الجسم وأهمها طبقات الجلد، ويساهم في فلترة المواد من خلاله.

 

ما دور الكولاجين في صحة البشرة؟


في ما يتعلق بدوره في صحة البشرة فإنّ الكولاجين في غاية الأهمية إذ يساهم في تكوين شبكة ليفية من الخلايا التي تعرف بالخلايا الليفية اليافعة (Fibroblast)، وهي خلايا نشطة للأنسجة الضامة التي تشكل قاعدة لنمو الخلايا الجديدة، إضافة لذلك يساهم الكولاجين في عملية استبدال خلايا البشرة الميتة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النوع الأول للكولاجين مسؤول عن إعطاء البشرة نضارتها وكذلك عن إبقائها يافعة، كما لا يتوقف دوره على البشرة، إذ له دور في الحفاظ على صحة العظام وحماية الأعضاء الداخلية، ولكن كجزء طبيعي من التقدم في العمر، ينخفض مستوى الكولاجين، ولذلك يعدّ من المهم استهلاك المصادر الغذائية الغنية به، واللجوء إلى المكملات بعد استشارة الطبيب للحفاظ على صحة البشرة.

 

كيف يمكن حماية الكولاجين في البشرة؟


توجد بعض العوامل الخارجية التي تؤثر في استقرار الكولاجين في طبقة البشرة، ولكن لحسن الحظ يمكننا التحكم بها مما يساهم في تقليل من أثرها، ومن ضمن هذه العوامل التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، فهي تمتلك قدرة على تدمير الكولاجين في البشرة، ولذلك يوصى بوضع واقي شمس قبل الخروج من المنزل، وكذلك اخل المباني لتجنب الضرر الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية Aمن النوع (UVA)، إضافة لذلك يوصى بتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، الأمر الذي يساهم في حماية الكولاجين من التكسُّر، ويعدّ من المهم أيضًا اتباع نمط صحي للعناية بالبشرة أو استخدام منتجات لمحاربة الشيخوخة.


ما هي المصادر الغذائية  الغنية بالكولاجين؟


قبل البدء بالحديث عن مصادر الكولاجين، يجب التنويه إلى أنّ استهلاك بروتين الكولاجين لا يمكن امتصاصه كما هو من قبل الجسم، وإنّما يتم تكسيره من قبل أحماض المعدة إلى الأحماض الأمينية المكونة له، مما يمنعه من الوصول إلى البشرة، لذلك قد لا يكون استهلاكه من المصادر الغذائية بالأهمية العظمى كونه لا يُمتص من قبل الجسم كما هو، ولكن هذه الأحماض الأمينية قد تلعب دورًا في دعم صحة البشرة وإعطائها النضارة المرغوب بها، ومن أهم مصادر الكولاجين ما يأتي:


•    السمك، والدجاج.
•    الثوم.
•    التوت البري.
•    الفواكه الحمضية.
•    الخضروات ذات اللون الأصفر والأحمر.
•    الخضروات الورقية الخضراء.
•    بياض البيض.
•    الطماطم.
•    الصويا والبقوليات.
•    الأفوكادو.
•    الفلفل الملون.
•    الكاشو.

 

ما مدى فعالية مكملات الكولاجين في تحسين صحة البشرة؟


ذكرنا في السابق أنّ تصنيع الكولاجين في الجسم يحدث بشكل طبيعي، ولكنه قد يقل مع تقدُّم المرء بالعمر، ولأهمية الكولاجين في دعم صحة البشرة فقد يلجأ البعض لاستخدام المكملات التي تحتوي على الكولاجين، ولكننا ذكرنا أيضًا أنّ أحماض المعدة تكسر بروتين الكولاجين إلى أحماضه الأمينية، لذلك عندما ُتصنع مكملات الكولاجين فإنّها تمر بعملية تحليل خارجية للكولاجين الأمر الذي يُسهِّل عملية امتصاص الأحماض الأمينية، , ولكن لابد من التوضيح أنّه مهما كان شكل مكمل الكولاجين، فإنّ الجسم سيحطمه لاحماض أمينية، ولن يتم امتصاصه بشكله الكامل. تتوافر مكملات الكولاجين بعدة أشكال صيدلانية مثل؛ الحبوب والكبسولات والبودرة.

 

أمّا في ما يتعلق بأهمية مكملات الكولاجين لصحة البشرة، فقد تم توضيح ذلك في دراستين كما يأتي:


•    في دراسة نشرت في مجلة  Journal of Medical Nutrition and Nutraceuticals درست تأثير استهلاك النساء لخليط من الفيتامينات والمعادن والكولاجين المحلل (الشكل المتواجد في المكملات) وحمض الهيالورونيك، وأظهرت الدراسة انخفاض في شدة التجاعيد لدى النساء، بالإضافة إلى تحسُّن في رطوبة البشرة ومرونتها.


•    في دراسة أخرى نشرت في مجلة  Skin Pharmacology and Physiology سنة 2013 درست تأثير استهلاك النساء لمكملات الكولاجين لمدة 8 أسابيع ومقارنتها بمجموعة أخرى أخذت علاج وهمي، ولوحظ أنّ مستوى رطوبة ومرونة البشرة ارتفع بشكلٍ ملحوظ لدى النساء اللاتي استخدمن مكملات الكولاجين.


 ولكن لابدّ من التأكيد على أنه ما زلنا بحاجة للمزيد من الأبحاث للتأكد من فاعلية مكملات الكولاجين، وبذلك لا ضرر من استهلاك مكملات الكولاجين لدعم صحة البشرة، ولكن باستشارة الطبيب قبل اللجوء لاستخدام أي نوع من المكملات.

في النهاية نوّد أن نوضح أنّه لا حاجة إلى تناول مكملات الكولاجين لزيادة انتاجه، إذ يقوم الجسم بذلك بشكل طبيعي باستخدام الأحماض الأمينية من البروتينات التي نتناولها.
ومع ذلك ، لا يُمكن إنكار بعض الدراسات التي أشارت إلى ردور تناول مكملات الكولاجين في تعزيز إنتاجه.

 


المصادر:


-    McIntosh, James. “Collagen: What Is It and What Are Its Uses?” Medical News Today, MediLexicon International, 16 June 2017, www.medicalnewstoday.com/articles/262881. 
-    “Fibroblast.” Encyclopædia Britannica, Encyclopædia Britannica, Inc., 2018, www.britannica.com/science/fibroblast. 
-    Jennings, Kerri-Ann. “Collagen — What Is It and What Is It Good For?” Www.healthline.com, 5 May 2020, www.healthline.com/nutrition/collagen. 
-    Cedars-Sinai Staff. “Collagen Products: Healthy or Hype?” Cedars, 15 Jan. 2020, www.cedars-sinai.org/blog/collagen-supplements.html. 
-    13 Foods That Help Your Body Produce Collagen. Edited by Katherine Marengo , Www.healthline.com, 26 Feb. 2019, www.healthline.com/health/beauty-skin-care/collagen-food-boost. 
-    Proksch E;Segger D;Degwert J;Schunck M;Zague V;Oesser S; “Oral Supplementation of Specific Collagen Peptides Has Beneficial Effects on Human Skin Physiology: a Double-Blind, Placebo-Controlled Study.” Skin Pharmacology and Physiology, U.S. National Library of Medicine, Aug. 2013, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23949208/. 
-    “Collagen Supplements: Benefits, Safety, and Effects.” Medical News Today, MediLexicon International, www.medicalnewstoday.com/articles/325344. 

شاركينا بتعليق

يتم مراجعة جميع التعليقات قبل الموافقة على النشر